بكل تأكيد، تُصاب الزوجة بصدمة كبرى لمجرد معرفتها بزواج شريكها من امرأة أخرى، ما ينتج عنه فقدان ثقتها بنفسها وبالآخرين، وحدوث شرخ في علاقتهما قد يصعب التئامه، ولكن ماذا عن صدمتها لو علمتْ أن زوجها الخائن قد تزوج من صديقتها؟
أوضحت أخصائية الاستشارات النفسية والزوجية الدكتورة نجوى عارف بأن الصدمة هذه ليست بالعادية، إنما فعلياً هي مأساة كبيرة، على الزوجة التعايش معها مجبرة، ربما لكونها السبب في حدوثها، وأنها لم تضع حدوداً للعلاقة مع صديقتها، ولم ترسم خطوطاً حمراء يتوجب عدم تجاوزها.
وأكدت عارف بأن الزوجة التي لم تضع معايير لصداقاتها مهما كانت طويلة وعميقة، فلتتوقع حدوث هذا الأمر، وعليها من باب تفادي وقوع هذا الأمر الأخذ بعين الاعتبار المعايير التالية:
- أن لا تنقل الزوجة، من باب الدردشة، أخبار صديقتها، أو وصف محاسنها أو مهاراتها، ولا حتى مشاكلها، فقد ينتبه الزوج لمشكلة صديقتها التي تحكي قصتها، وقد يتعاطف معها، بداية بشكل إنساني إلى أن تتطور العلاقة بينهما ربما لاحقاً.
- إذا جاءت صديقتها لزيارتها، من المهم أن لا تتركها الزوجة جالسة مع زوجها وحدهما، بداعي تحضير الضيافة، أو مثلاً أن تطلب من زوجها توصيل صديقتها لبيتها، أو مساعدتها في مواقف معينة تتطلب تدخله أحياناً.
- أن لا تنقل الزوجة أسرار علاقتها بزوجها، ولا إيجابياته أو عيوبه إلى صديقتها مهما كانت مقربة منها؛ لأن كل تلك الأمور شخصية بحتة، وليس من حق الصديقة معرفة ما يدور بين الزوجين.
نصحت الأخصائية الزوجة بأن تكون نوعاً ما متّزنة، ومن ثم تقطع علاقتها بصديقتها فوراً منذ لحظة معرفتها بالحادثة، ومن دون وقوع نزاعات معها، أو محاولة الانتقام منها وفضح فعلتها أمام بقية الصديقات؛ فقد ينقلب تصرفها عليها، وقد يتمسك زوجها بصديقتها أكثر من السابق.
والأهم، أن تنتبه الزوجة إلى صحتها، وأن لا تدع لتلك الحادثة أن تحوّلها لشخصية شكاكة، تخشى التعامل مع الناس، أو تُصاب بحالة مرضية مستعصية.
ولأن الوقاية خيرٌ من قنطار علاج، نصحت عارف كل زوجة بأخذ الحيطة والحذر منذ البداية، وأن تصبّ تركيزها على موضوع الخيانة كقضية عاشتها، ومراجعة الأسباب التي استدعت زوجها القيام بفعلته هذه.