خلصت دراسة حديثة إلى أن الأطفال الذين كانت أمهاتهم يستخدمن الهاتف المحمول كثيراً أثناء حملهن يعانون على الأرجح من فرط الحركة بشكل أكبر من أقرانهم الذين كانت أمهاتهم يستخدمن الهاتف قليلاً. إلا ان رئيسة الفريق الذي أجرى الدراسة لورا بيركس لا تنصح الأمهات بالتخلص من هواتفهن.
وأوضحت أنه ليس بوسعها قول ما إذا كان الإشعاع الكهرومغناطيسي الصادر عن الهواتف المحمولة، أو أي عدد من العناصر الأخرى مثل أنماط تربية الأبناء، بوسعه تفسير الارتباط بين استخدام الأمهات للهاتف المحمول خلال حملهن والمشكلات السلوكية للأطفال.
وقالت في مقابلة لرويترز هيلث عبر سكايب “أريد أن أقول فسروا هذه النتائج بحذر، وكل أمر يؤخذ باعتدال”.
وقالت بيركس إن النتائج كانت مفاجئة مع الوضع في الاعتبار عدم وجود آلية بيولوجية معروفة تدعم فكرة أن الإشعاع المنبعث من الهاتف المحمول قبل الولادة يؤدي إلى زيادة حركة المواليد.
وبعد دراستهم لخليط من المتغيرات، من بينها عمر الأم والحالة الاجتماعية والتعليم، توصل الباحثون إلى أن أطفال الأمهات اللواتي كن يستخدمن الهاتف المحمول أربع مرات على الأقل يومياً، أو من استخدمنه لما لا يقل عن ساعة يومياً تزيد احتمالات إصابتهم بفرط الحركة على الأرجح بمعدل 28 في المئة مقارنة بأقرانهم الذين كانت أمهاتهن يستخدمن الهواتف لعدد أقل من المرات أو لفترات أقل.
وأخذت البيانات على فترات زمنية بين عامي 1996 و2011. وكان ضمن فريق واحد من النساء، اللواتي شملتهن دراسة بدأت في الدنمارك عام 1996عدد كاف من النساء اللواتي لم يستخدمن الهاتف المحمول مطلقا أثناء حملهن.
وأفادت الدراسة المنشورة في دورية “إنفيرومنت إنترناشيونال” أن أطفال الأمهات اللواتي لم يستخدمن الهاتف المحمول أثناء حملهن تراجعت لديهم مخاطر التعرض لمشكلات سلوكية وعاطفية.
غير أن روبين هانسن طبيبة الأطفال والأستاذة في جامعة كاليفورنيا رأت أن هذه الدراسة أثارت أسئلة أكثر من الإجابات.
وتساءلت عن الدراسة في مقابلة عبر الهاتف قائلة “هل هذا شيء عن الهاتف المحمول ذاته؟ هل يؤثر هذا على سلوك الأبوة والأمومة؟ هذه أمور لا تجيب عنها هذه الدراسة”.
ولم تشارك هانسن في الدراسة. وينصح أطباء الأطفال في الولايات المتحدة الآباء بالحد من تعرض أطفالهم للهاتف المحمول. لكن هانسن قالت إن الآباء أيضاً عليهم التفكير في تأثير استخدامهم الزائد للهاتف المحمول على أطفالهم. وأوضحت أن الآباء لا يحولون انتباههم عن شاشات هواتفهم المحمولة إلا إذا صرخ الطفل أو ألقى بشيء أو أحدث صخبا. وأضافت أن الأطفال يتعلمون من ذلك أن يحدثوا جلبة من أجل جذب انتباه آبائهم بعيداً عن الأجهزة التي يحدقون فيها. وقالت “هذا يعزز فرط الحركة وسلوك جذب الانتباه”. المصدرك العربية
© www.futuretvnetwork.com