لم يبق سوى نحو ثلاثة عقود فيُحرم سكان النصف الجنوبي من الأرض من أكل السمك، بل ستختفي الأسماك في بحارهم ومياههم الإقليمية. والسبب هو قدرة سكان الدول الصناعية على شراء السمك مهما غلى ثمنه. ناقوس خطر من نوع آخر.يهدد استهلاك السمك في الدول الصناعية الأمن الغذائي لعديدٍ من الدول، خصوصا دول النصف الجنوبي من الكرة الأرضية. ومن المتوقع أن يشهد عام 20150 حرمان نحو 800 مليون إنسان من حضور السمك على موائدهم كوجبة غذاء غنية. كشفت عن ذلك دراسة نشرها " الصندوق العالمي للطبيعة" WWF .
وبات استهلاك السمك مسألة تتعلق بالعدالة في التوزيع عبر العالم وفي هذا الخصوص تقول خبيرة الأسماك في المنظمة الدولية كارولينه شاخت " نحن المستهلكون مسؤولون عن خلق أزمة، اذ أننا نستهلك على موائدنا الغذاء الأساسي لقسم كبير من شعوب النصف الجنوبي من الأرض، المسألة هي ان البعض بوسعهم شراءه ، فيما يحتاجه آخرون للبقاء على قيد الحياة".
وحذرت الدراسة من أن شهية سكان الدول الصناعية للأسماك قد تؤدي إلى أزمات مجاعة في المناطق الفقيرة بالعالم. ودعا الصندوق العالمي للطبيعة، الذي كلف بإجراء هذه الدراسة، لذلك إلى تحسين إدارة الثروات السمكية وتوزيعها على نحو عادل. وحذر القائمون على الدراسة التي نشرت اليوم الأربعاء بعنوان "إفراط في صيد الأسماك ونقص في التغذية" من أن ملايين الأفراد في نصف الكرة الجنوبي، في السنغال أو إندونيسيا على سبيل المثال، لن يكون بمقدورهم الحصول على الأسماك كمواد غذائية أساسية لهم بحلول عام 2050 .
وأوضحت الدراسة أنه بهذا الوضع ستزيد احتمالية الفقر والجوع في الدول المتضررة، التي عرفتها الدراسة بأنها الدول التي يعتمد فيها المواطنون إلى حد كبير على الأسماك كمصدر للدخل والتغذية. وبحسب الدراسة فإن السمك يشكل 40 في المائة من نسبة البروتين الحيواني الذي يتغذى عليه الناس في السنغال أو إندونيسيا على سبيل المثال. كما تعتمد دول أخرى في غرب إفريقيا، مثل غينيا وغانا، ودول في جنوب شرق آسيا، مثل ماليزيا وبنغلاديش على السمك بصورة كبيرة كغذاء.
م.م/ ط.أ DW