تمرُّ النساء في كلّ شهر بتغيُّرات فيزيولوجيَّة في أجسادهنَّ، وتغيُّرات هورمونيَّة تسمّى بالدورة الشهريَّة، فيشعرن بألم شديد في أماكن متفرِّقة من أجسادهنَّ ما يجعلهنَّ يقعن في حالة نفسيَّة عصبيَّة يحتجن معها إلى من يساندهنَّ عاطفياً ويتفهم حاجاتهنَّ النفسيَّة.
يقول الاختصاصي النفسيَّ، قاسم بن عيسى العسيري إنّ "بعض الرجال يعتقد أنَّ متلازمة ما قبل الدورة الشهريَّة، وهي الأزمة التي تسبق فترة الحيض، مجرّد خرافة من نسج خيال النساء لكي يبرّرن بها انفعالاتهنَّ وحالتهنَّ النفسيَّة، لكن الحقيقة هي أنَّ متلازمة ما قبل الدورة الشهريَّة ليست أبداً خرافة، إذ تعاني المرأة من حالة عصبيَّة وقلق واضطراب من دون أن تتمكن من شرح السبب أو فهمه. ويكمن السبب الرئيسي لهذه الأعراض في التغييرات الهورمونيَّة، التي تحصل أثناء الإباضة وقبل الطمث وترافق هذه الفترة تقلبات مزاجيَّة تدوم عادة لمدَّة 3 ـ 5 أيام وتختلف شدَّتها من امرأة إلى أخرى. وبسبب ذلك قد تحدث كثير من المشاكل الزوجيَّة بسبب الحالة المزاجيَّة السيئة، التي تكون عليها المرأة في فترة الدورة الشهريَّة".
يضيف أنّه على الرجل خلال هذه الفترة أن "يراعي حالتها النفسية حيث تمرُّ النساء أثناء الدورة الشهريَّة بحالة نفسيَّة غير مستقرة فتراهنَّ يبكين أحياناً لأتفه الأسباب أو يثرن غضباً، فما عليك هنا أيها الرجل سوى مراعاة ذلك وامتصاص غضبها بعدم السير معها في تيار تبعات تلك النفسيَّة المتغيِّرة".
يضيف: "لا تنتقدها لأنها لن تتقبل النقد الذي تحاول أن توجّهه إليها أثناء الدورة الشهريَّة، سواء على صعيد شكلها الخارجي أو ما تمرُّ به من تغيُّرات نفسيَّة داخليَّة. فعليك هنا الانتباه من نقدها أو لومها الدائم".
ويتابع: "امنحها مزيداً من الحبِّ والحنان: يحدث أن تنفعل أو تبكي امرأتك من دون سبب فإنِّ عواطفها تكون غير مستقرة، لذا عليك أن تتحمل ما يحدث وتتعامل معه بقدر زائد من الرومانسيَّة، فإنَّ هذا فن من فنون التعامل مع المرأة أثناء فترة الحيض. دللها بالأحضان والكلام الناعم وعبارات الحبِّ، التي تشعرها بالرضا عن نفسها فإنَّ هذا سيساعد على تحسين حالتها المزاجيَّة أكثر مما تتصور، بل وسيساعد على تقليل فرصة وصولها لمرحلة العصبيَّة".
كما ينصح أيضاً بـ"تقديم المساعدة بأن يبذل بعض الجهد لمساعدتها في المنزل أو في بعض المهمات. عندما تلاحظ الزوجة أنَّ زوجها مكترث لها ستشعر بالراحة والاسترخاء".
كما أنّه على الرجل "عدم النسيان أنّها مضطربة، فالمرأة لا تعرف سبب شعورها بالغضب والانفعال ولا تقصد أن تؤذيك أو تجعل حياتك بائسة. إمنحها فقط بضعة أيام وقدِّم لها الدعم والمساندة وستعود إلى وضعها الطبيعي".
كما أنّه يجب عدم سؤالها هل هناك أمر يزعجك؟ فلا يجب أن يحاول الزوج معرفة الأسباب وراء غضب المرأة خلال هذه الفترة. فهذا السؤال سيثير غضبها بشكل أكبر. من الطبيعي أن تشعر المرأة بالغضب خلال هذه الفترة.
ويختم العسيري: "تقبلها كما هي فعبارة أنت الآن في مزاج غير مناسب بسبب الدورة الشهريَّة وسنتناقش في هذا الموضوع بعد الدورة تعتبر عبارة غير جيِّدة، تؤذي مشاعرها وتزيد العبء النفسي عليها".
(سيدتي)