أكدت عدة دراسات، على أن هناك عادة لا ينقطع عنها الأزواج السعداء طوال حياتهم، وتساهم في تقوية الروابط بينهما، وهي "اللمس".
وبخلاف أن اللمس الحنون من الممكن أن يعزز من مشاعر الترابط بين الأزواج، فأشارت الدراسات إلى أنه يؤثر وبصورة إيجابية على الصحة البدنية، على المدى الطويل، بحسب مجلة "هيلث". يقول أستاذ علم الأعصاب، في جامعة جونز هوبكنز، ديفيد ليندن، مؤلف الكتاب الصادر في 2015 " Touch: The Science of Hand, Heart, and Mind"، أنه "سواء كنت من بادر باللمس أو تعرّضت للمس، فإنه يشفيك من أي أمر يزعجك".
ويؤكد الباحثون على وجود 4 فوائد للمس بين الأزواج:
1) تقوية الروابط
تؤكد الطبيبة هيلين فيشر، وهي عالمة بيولوجية وأنثروبولوجيا، أنه إذا أراد الشخص أن يشعر بالقرب عاطفيا من شريكه، فما عليه سوى أن يتقرّب منه، من أجل سهولة التواصل معه، واستشهدت بمقولة "Stay in Touch"، التي دائما ما تتردد بين البشر من أجل الحفاظ على علاقاتهم.
وشرحت أنه عند لمس شريك الحياة، فإن هناك موجة من هرمون الأوكسيتوسين، وغالبا ما يسمى بـ "هرمون الحب"، تخرج في الدماغ، وهو ما يساعد على الحفاظ على مشاعر التعلق العميق.
وتنصح فيشر، بالسير سويا مترابطي الأذرع، أو عقد اليدين، أو وضع القدم بلطف على رأس الشخص الآخر تحت الطاولة، أو تعلم النوم في ذراع الشخص الآخر.
2) وداعا للضغوط النفسية
تشير طبيبة علم النفس التنموي، ومدير معهد بحوث اللمس، في جامعة ميامي، تيفاني فيلد، أنها قضت أعوام في دراسة مدى تأثير قوة اللمس لعلاج الحالات النفسية والعقلية.
وأكدت أن اللمس يساعد على تخفيف الضغوط الواقعة على الشخص، وعلى تهدئة الأجساد والعقول، شارحة أنه عند اللمس، يتم إنتاج المزيد من مادة السيروتين العصبي، التي تساهم في المزاج العصبي، بينما يتم إفراز القليل من مادة الكورتيزول، وهي هرمون الإجهاد، ما يؤدي في النهاية إلى انخفاض معدل ضغط الدم، وقلة ضربات القلب.
وتقترح دراسات، أن المعانقة، أو إجراء تدليك، قبل القيام بأمر مثير للأعصاب، مثل عمل مقدمة في العمل، يساعد على تخفيف الضغوط، وأداء أفضل في العمل.
3) ألم أقل
أكد الطبيب بافل غولدستاين، وهو باحث الألم جامعة كولورادو بولدر، أنه لاحظ شيئا مثيرا للاهتمام خلال خضوع زوجته للولادة، وهي أنه عندما مسك يدها أثناء آلامها، لعب دورا في تخفيف الأمر كثيرا عليها. بعد ذلك، أجرى غودلستاين بحثا على هذه الظاهرة، نشرها في "مجلة الطبيعة"، والتي شملت 22 زوجا، وقام فيها بتعريض النساء لألم حراري على سواعدهن لمدة دقيقتين، ثم جعل أزواجهن يلمسون أيديهن، وكانت النتيجة هي تراجع كل هذه الآلام.
كما أشار غولدستاين، أنه عند عقد الزوجين ليديهما، فإن تنفسهما وضربات قلبهما تكون متزامنة.
4) مناعة ضد المرض
تقول الطبيبة تيفاني فيلد، أنه عندما نشعر بالراحة، ونتلقى مواد كيميائية تقلل من ضغوطناـ فإننا تكون قادرين على مكافحة الأمراض والعدوى.
وأضافت: "من المهم جدا أن يبقى الناس على اتصال مع بعضهم البعض للحفاظ على انخفاض مستويات التوتر وكذلك مستويات الألم، والحفاظ على صحتهم وعافيتهم".