السلام عليكم خالة حنان..
أودّ أن أقص عليكِ معاناتي، التي بدأت منذ أن تم عقد قراني، وكنت آمل أن يتغير الوضع فيما بعد.. أنا متزوجة منذ سنتين تقريبًا، ومغتربة مع زوجي، ومنذ أن تم عقد قراني وأنا أراه مستهترًا بحقوقي المادية والمعنوية، وفوق هذا يتهمني بالتقصير! طوال الوقت يخبرني بأنه مشغول، حتى لو يتصفح الإنترنت، وإذا طلبت منه شيئًا يتجاهلني، حتى إن مرضت لا يأخذني إلى المستشفى؛ خوفًا من المصروفات، بينما يبذخ على نفسه بكل شيء، وحتى الشقة التي نسكن فيها غير مقبولة ومتسخة جدًا ومهترئة من كل الجوانب، حتى لم يكلف نفسه مصاريف تنظيفها من قبل مختصين بذلك، ويتهمني أنا بأنني امرأة «وسخة»، مع أني أبذل جهدًا، حتى تعبت نفسيًا وجسديًا، ووصلت إلى نقطة أنني كرهت نفسي كامرأة. لم أعد أحب التزين وإثارة انتباهه، وهو دائمًا يعاتبني بشراسة أنني لست أنثى، مع العلم أنني جميلة، وعندما أتحدث معه لنصل إلى حل؛ يخبرني: «عندما تكونين أنثى تغريني وقتها ستجدين مطلبك!»، وعندما أقرر بأنني أريد الانفصال، وأخبره بأنني لا أستطيع العيش هكذا، يبدأ ببث سمومه وانتقادي بأبشع الانتقادات، وإن حاولت أن أسلم من انتقاداته وأخبره أنني فعلاً سيئة ولا أناسبه وأريد الانفصال، يرفض، ويتعامل معي كأنني جاهلة، ويقول «مش مشكلة.. أنا راضٍ فيكِ!»، أخبريني كيف أتصرف؟ مع العلم أنني صبرت كثيرًا، ولم أظهر له أي تزمت أو عجرفة، لكن هو أناني جدًا. وشكرًا.
الحل والنصائح من خالة حنان:
1- ها أنتِ عرفتِ يا حبيبتي أنه أناني، وأنه مقتر إلى حد ما، لكنك عرفت أيضًا أنه متمسك بكِ، فما الحل؟!
2- تقولين إنك زوجة منذ عامين فقط، وإنك في بلاد الغربة؛ أي أن لديك فرصة، استفيدي من وضعك هذا؛ لتهتمي بنفسك بعيدًا عنه، ولكن من دون أن تفارقيه، واسأليني كيف؟!
3- لو كنت مكانك لدخلت دورة في تعلم لغة البلد الذي أعيش به، وحاولت أن أجد عملاً بساعات محدودة؛ أكتشف بها مهنة أو حرفة، أو حتى أستثمر الوقت بأمور تنفعني بدلاً من مراقبة زوجي والتحسر على حالي!!
4- نعم.. أبدأ بالتفكير في نفسي واهتمامي بمظهري وصحتي النفسية؛ من أجل ذاتي، ومن أجل أن أشعر بالتوازن والثقة، فهذا أهم مطلب الآن، قبل السعي إلى لإرضاء الزوج، أو الإصرار على فراقه!
5- وفي الوقت نفسه، أراجع في نقاط محددة ما هي حسنات زوجي، وما هي عيوبه، وأقارن بينها، وأحاول الوصول إلى نقاط مشتركة، أو على الأقل هادئة في التعامل معه، وأتجاهل سخريته، بل أنافسه في السخرية من نفسي بشكل طريف ومضحك، مما يمتص ميوله العدائية!
6- هذه هي نصائحي يا ابنتي بدلاً من التعجل بالطلاق، فمضي سنتين غير كافٍ للحكم على فشل الزواج، فكري في أنه هو أيضًا يعاني من الغربة، ويريد أن ينجح بعمله ويكوّن أسرة، فخاطبي الجانب الإيجابي والخيّر به، ودعي مسافة بينك وبينه تبعدك عن الاحتكاك، وخاصة في الكلام الفارغ المتواصل، واشتغلي على نفسك، واسعديها بالاجتهاد والرياضة، واكتشاف البلد الجديد، فيكتشف زوجك حقيقة شخصيتك الطيبة والخيّرة، ومؤكد أنه سيتمسك بكِ؛ وستكونين في هذه الحالة قد ربحتِ نفسك وربحتِ زوجًا محبًا. وفقك الله.