جويل أبو ديوان - جريدة الجمهورية
بين الأمس البعيد واليوم، مسافة زمنية تطوي أعواماً من المعاناة مع الهجرة القسرية، وتفتح آفاقاً لإبتكارات تكنولوجية تروي قصص مهاجرين لما يزيد عن 130 عاماً، بدايةً من أواخر القرن التاسع عشر ووصولاً حتى أوائل العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين.
يُعتبر الهاتف الذكي، جوهر حياة المهاجر في يومنا. فتطبيقات مثل واتساب وسكايب وفيسبوك وخرائط غوغل وسواها، هي عدّة شغل المهاجرين لطمأنة أسرهم، ولتحديد مواقعهم أو ترجمة علامات الطريق. وكلّ ذلك جعل من الهواتف الذكية تبدو وكأنها ظلّ للمهاجرين.
تطبيقات ذكية للمساعدة
بما أنّ الهاتف الذكي هو رفيق درب كلّ مهاجر، طوّرت العديد من الشركات برامج إلكترونية وتطبيقات مجانية للمهاجرين بهدف مساعدتهم على الإندماج في مجتمعات غريبة عليهم. ومثالاً على ذلك، هناك تطبيقات ذكية خاصة بالترجمة والتي يمكن أن تساعد المهاجرين في التواصل اللغوي مع بيئتهم الجديدة التي هم في الغالب لا يتقنون لغتها.
وفي السياق عينه، ظهرت أيضاً برامج الهواتف الذكية تفيد فيما يتعلق بالمعلومات التي تهم الحياة اليومية للمهاجر. وهنا تجدر الإشارة الى أنّ هذه التطبيقات تشبه الى حدٍّ ما تلك المتخصَّصة بالسياح.
ولعلّ ظهور تلك التطبيقات على أنواعها يعود الى أنّ للتطبيق الذكي دائماً لغة بصرية قوية. وهذا أمر مهم بالنسبة للناس الذين لا يتقنون اللغة، لأنه في هذا التطبيق يمكن للمرء أن يجد دورات لغوية مقدَّمة من متطوّعين، بالإضافة إلى دورات رياضية أو معلومات حول الإدارات الحكومية في البلد الذي لجأ اليه المهاجرون.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، إذا كان هناك مهاجر يبحث عن مساعدة معيّنة، يمكنه أن يبحث عن المنظمات التي تقدم هذا النوع من الخدمات من خلال التطبيقات المخصّصة للمهاجرين، كما يمكنه أيضاً من خلال الهاتف الذكي إيجاد المكان والوصول إليه عن طريق خدمة الملاحة.
كذلك يمكن من خلال هذه التطبيقات التعرّف الى قوانين البلد وقوانين الهجرة واللجوء، وكذلك أخذ فكرة عن مراكز الإرشاد والمصالح الحكومية. كما تجيب التطبيقات هذه على العديد من الاسئلة الاخرى التي تهم كلّ مهاجر.
سوء الإستخدام
وفيما يحاول المهاجر قسراً، كما الحكومات تحويل التطبيقات وسيلة للتواصل والمساعدة وإيصال صورة ما لهدف محدَّد، فإنّ الإرهاب يحاول أيضاً أن يجد مساحته هنا من خلال تجنيد هؤلاء المهاجرين المرهقين نفسياً، واللعب على عواطفهم لإستدراجهم لتنفيذ مخططاته ما أدّى الى وجه سلبي لمواقع التواصل والهواتف الذكية في زمن الهجرة.