تحيط بنا التكنولوجيا الذكية من كلّ الجهات، ووصلت إلى كلّ ما نستخدمه في الحياة اليومية، وها هي الآن تقتحم المنازل التقليدية، وتجعلها تعتمد على أحدث التقنيات في جميع زوايا المنزل، حيث سنتمكّن بكبسة زرّ أن نتحكّم بكلّ ما في المنزل. بات من الملاحَظ في الآونة الأخيرة ظهور العديد من الأجهزة المنزلية الذكية في الأسواق، وبأسعار معقولة، ما شجّع كثيرين على شرائها.
ومع تزايد هذه الأجهزة في المنزل، أصبحت منازلنا التقليدية تتحوّل دون علمنا الى منازل ذكية تتحكّم فيها التكنولوجيا بغالبية مرافقها.
الإختلاف الأساسي
لا تختلف المنازل الذكية في شكلها ومظهرها ومواد بنائها عن تلك التقليدية، ولكنّ الإختلاف الأساسي هو في أنّ المنازل الذكية تحتاج إلى بنية تحتية تكنولوجية أقوى وأكبر من البنية التحتية للمنازل العادية، تعتمد على أنظمة فائقة الذكاء والقوة لكي تقوم بجميع هذه المهام بكلّ دقة وإنضباط.
لذلك، عند بناء المنزل الذكي يتمّ تركيب شبكة عمل متطوّرة تعتمد على كابلات التوصيل السلكية واللاسلكية، ونظام الشبكة، والطاقة عبر الكابلات، وقاعدة معلومات مفتوحة. فعلى رغم بساطة المنازل الذكية وتواضعها، إلّا أنها يجب أن تحتوي على شبكة معلومات متكاملة تجعلها تفهم ما تريده منها، وتقوم بمعظم الأشياء بدلاً منّا.
تكلفة مرتفعة
تختلف تكلفة إنشاء المنازل الذكية بحسب الخدمات التي تقدّمها هذه المنازل لساكنيها، فكلّ خدمة يتمّ إضافتها وتركيبها في المنزل لها سعر محدَّد. ولكن إذا كنت تعيش في منزل عادي، وتريد تحويله الى منزل ذكي، فأنت لست بحاجة إلى بناء منزل جديد، لأنه بإمكانك تحويل منزلك العادي إلى ذكي، لكنّ عملية التحويل ستكلفك مبالغ كبيرة.
أهمّ الميزات
إنّ أهمّ ميزات المنازل الذكية هو توحيد أنظمة المنزل وتكاملها لتنسيق العمل فيما بينها وزيادة التحكّم الفردي، بالإضافة إلى إدارة تكاليف الإستهلاك من خلال التحكّم بجميع أجزاء المنزل طوال فترة اليوم، وخفض تكاليف التشغيل ومصادر الطاقة.
وتتميّز المنازل الذكية عن غيرها من المنازل التقليدية بأنها متّصلة دائماً مع مالكها وتلبّي جميع طلباته ورغباته بطريقة عصرية حديثة، كما أنها تساعد المالك على الحماية والراحة والتقليل من إستهلاك الطاقة.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، تسمح المنازل الذكية للمالك بالتواصل مع منزله وإعطائه الأوامر عن طريق جهاز صغير يتنقل به في المنزل وأيضاً من خلال جهاز الكومبيوتر، بالإعتماد على أجهزة تحكّم صغيرة يتمّ توزيعها في جميع غرف المنزل، إضافة الى إمكانية التحكّم بالمنزل حين يكون بعيداً منه.
ومن الأمثلة الأخرى على الأمور التي يمكن للمنازل الذكية القيام بها، فتح الباب الخارجي للمنزل ببصمة الإصبع وريّ النباتات في الحدائق تلقائياً وتشغيل أجهزة التكييف في الوقت المحدَّد لها والتحكّم بدرجة الحرارة وتشغيل الأنوار والتنبيه عند نشوب حريق واستدعاء رجال الشرطة والإطفاء تلقائياً عند نشوب حريق في المنزل.
(شادي عواد - الجمهورية)